رحل عن عالمنا، أمس الاثنين، المناضل الأممي مانوليس غليزوس عن عمر يناهز 97 عامًا.
وكان غليزوس ملتزمًا طوال حياته برؤية تحررية شاملة للشعب الفلسطيني، إذ قاد غليزوس احتجاجًا داخل البرلمان الأوروبي أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة عام 2014م، ودعا إلى تحرير القيادية في الجبهة الشعبية خالدة جرار من السجون الصهيونية، والأسرى الفلسطينيين كافة.
منعت قوات الاحتلال الصهيوني غليزوس ورفاقه من الوصول إلى رام الله خلال محاولته لكسر الحصار عن المدينة عام 2002م. وفي رأي جليزوس فإن القيادة الفلسطينية ارتكبت أخطاء كبيرة على مر السنين، أولها وقبل كل شئ هو الاعتراف بدولة "إسرائيل" على إثر توقيع اتفاقية أوسلو، وثانيًا تخليها عن الكفاح المسلح. وكان غليزوس يدعو في خطاباته كافة التي تطرف فيها إلى القضية الفلسطينية لتحرير فلسطين كاملة من النهر إلى البحر.
لمع نجم غليزوس، وأصبح رمزًا للمقاومة اليونانية ضد الغزو النازي حين صعد الأكروبوليس مع رفيقة أبوستوليس سانتاس وأطاح بالصليب المعقوف رمز النازية، اعتقل غليزوس وعذّب بشكل متكرر على إثر انضمامه للمقاومة اليونانية، رغم أن النازيون لا يعرفون هويته؛ حكم عليه بالإعدام غيابيًا.
عاد جليزوس إلى اليونان، حيث واصل القتال ضد الحكومة اليمينية ولاحقًا ضد الديكتاتورية، وخلال عمله نشاطه الصحفي واجه العديد اعتقل مرات عدة وأدين 28 مرة وحكم عليه ثلاثة مرّات بالإعدام حتى نال عفوًا عام 1971م، ونفي عن بلده لمدة أربعة سنوات ونصف.
شغل غليزوس منصب رئيس تحرير صحيفة Rizopastis ثم أخرج صحيفة Avgi بعد سقوط الديكتاتورية عام 1974، وشغل منصب رئيس اليسار الديمقراطي المتحد (ECHR) ، وهو عضو في البرلمان عن الحركة الاشتراكية الهيلينية (PASOK) ثم عضو في البرلمان الأوروبي مع سيريزا ، من 2014 إلى 2015. وغادر سيريزا بعد موافقته على مطالب "الترويكا" الأوروبية لرأس المال، مستقيلًا من منصبه لتأكيد حقوق الشعب اليوناني.